الانية والغيرية
الانية والغيرية: ما الذي يدعونا لمساءلة العلاقة بين الإنية والغيرية : من السؤال عن الإنسان نحو مشكل الإنساني
قد يعتقد البعض أن مفهوم الإنسان واضح وجلي بيد أنّه عندما نسأل عن أنفسنا نجدها قد أعضلت علينا صحيح أن انفسنا أكثر الاشياء الغازا بالنسبة الينا فترانا نسأل عن طبيعتها ,عن المعدن الذّي قدّت منه نستشكل علاقتها بالجسد ’بالآخر , بالأشياء , بالعالم ,بالغير
مستفهمات في الحقيقة تراجع موقفنا من ذواتنا وترفعنا الى المعرفة , فالإنسان – لا ريب – وحده عن غيره من الكائنات القادر بامتياز على معرفة ذاته قدرة واقتدارا لم يكن للحيوان أن يدركها
حقيقٌ أن الحيوان يحب , يكره , يتألم ويرغب, يرفض لكنه لا يعرف أنه كذلك إذ هو يقبل على الأشياء كما هي بمقدار غريزته بينما إقبالنا نحن فهو مختلف نحن نحب ,نكره , نتألم ونرغب, لكننا نعرف أننا كذلك فما يختص به الإنسان من وعي وإدراك وتعقل ومعرفة وذكاء يجعل منه كائنا متميزا عن غيره فما هذا الذي هو وعي إن لم يكن خاصة الإنسان التي تفصلنا عن كل الموجودات باعتبار أننا لسنا ككلّ الأشياء الموجودة , كائنات ككل الكائنات بل العكس كلّ العكس إننا في العالَم الشاهد عليه الحاكم به والمستكشِف له